لم يتقدم لي أحد مع حاجتي الشديدة للزواج.. فكيف أحصل على زوج يعفني؟

لم يتقدم لي أحد مع حاجتي الشديدة للزواج.. فكيف أحصل على زوج يعفني؟

السؤال:

السلام عليكم...



أنا فتاة عمري 23 سنة، وشديدة الشهوة مع أنني لا أشاهد الأفلام الإباحية -ولله الحمد-، وإنما خيالي الجنسي خصب جدًا، ومستعدة للزواج ولكن لم يتقدم لي أحد.



سؤالي: فهل تنصحونني بالبحث عن زوج في مواقع التعارف والزواج؟



وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ م.ق حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يمُنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.



وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة–؛ فإنه مما لا شك فيه أن هذا الأمر طبيعي أن تشعر الفتاة في مثل هذه السن بمثل هذه الرغبة، إلا أن الملاحظ من خلال كلامك أنها تختلف عن غيرك من حيث الشدة، فهي شديدة جدًّا كما ورد، وهذا أمر يحدث لبعض النساء كما يحدث لبعض الرجال أيضًا، فبعض النساء تجدينهنَّ طبيعيات، لا يعانين من شيء بطريقة قوية، وكذلك بعض الرجال، والبعض الآخر على خلاف ذلك حالهم كحالك، ولكنهم يصبرون ابتغاء الأجر والمثوبة، وطمعًا فيما عند الله -تبارك وتعالى- من الرحمة والفضل.



والذي أنصح به أولاً: الدعاء والإلحاح على الله -تبارك وتعالى- أن يصرف الله عنك كل سوء، وأن يعافيك من الوقوع فيما حرَّم الله -تعالى-، وأن يثبتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يطهر قلبك، وأن يحصن فرجك.



ثانيًا: الدعاء بأن يمُنَّ الله -تبارك وتعالى- عليك بالزوج الصالح الذي يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، ويكون عونًا لك على طاعته ورضاه.



ثالثًا: اجتهدي في التركيز على دراستك، وحاولي أن تضعي أمامك هدفًا كبيرًا جديدًا، وهو أن تكوني متفوقة علميًا، بأن تكوني الأولى على صفّك الدراسي وعلى دفعتك، لأن وضع -مثل هذا الهدف الكبير- سوف يأخذ منك وقتًا كافيًا، وبالتالي ستضيق المساحات التي يلعب فيها الشيطان بإثارتك فيها إثارة جنسية؛ لأن الإنسان كلما وضع أمامه هدفًا كبيرًا كلما كان هذا الهدف كفيلاً بأن يأخذ منه المساحة الفارغة من الوقت، وبالتالي يُصبح تفكيره في هذه الأمور الجانبية تفكيرًا بسيطًا، والمساحة الموجودة قليلة، وبالتالي لا يحدث هناك التأثر الشديد الواضح الذي قد يُسبب إزعاجًا كما ورد في رسالتك.



فضعي أمامك هدفًا –بارك اللهُ فيك– وهو التميز العلمي، وأيضًا إذا كان لديك بعض الفراغ لا مانع من وضع خطة لحفظ بضع آيات من القرآن الكريم يوميًا، أو بضع أحاديث من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم– أو قراءة بعض كتب السير، خاصة سير الصحابيات، وغير ذلك، فإني أعتقد أننا بذلك سوف نقضي على المساحة أو الهامش الموجود من الفراغ الذي قد يسبب هذا الإزعاج فيما يتعلق بالرغبة الجنسية، لأن الإنسان لو شغل نفسه بشيء من هذا فستُصبح المساحة ضيقة، ويستطيع بذلك أن يخرج من هذه الدوامة على خير -بإذنِ الله تعالى-.



إذًا توجهي إلى الله بالدعاء أن يمُنَّ عليك بالزوج الصالح، واعلمي أنك ما زلت صغيرة، الآن معظم الزيجات تتم بعد الخامسة والعشرين، وكونك في الثلاثة والعشرين معناه أنه ما زالت أمامك فرص لكي تجدي زوجًا صالحًا -بإذنِ الله تعالى-، ولكن أهم شيء الدعاء والإلحاح على الله -تبارك وتعالى- أن يسوقه لك سوقًا، فهو -سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.



حافظي على طاعة الله -تعالى-، وابتعدي قدر الاستطاعة عما حرم الله -تبارك وتعالى-، واجتهدي في قمع نفسك، وفي التضيق على شهواتك، حتى لا تُصبحي أسيرة لهذه الأشياء، ولا تُصبحي غير قادرة على مواجهتها، فتصابين ببعض السلوكيات التي قد لا تُحبينها ولا تروق لك.



أسأل الله تعالى أن يثبتك وأن يُذهب عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمُنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك، عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.



هذا وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2196963

إقرأ أيضا :