الرفقة الصالحة.. سعادة وصحبة وراحة

الرفقة الصالحة.. سعادة وصحبة وراحة

السؤال:

كنت أعيش في بيئة هادئة وقريبة من الأجواء الإيمانية، ثم انتقلت إلى مكان بخلاف كل شيء، فبعدت عن الصحبة الصالحة، وتلك الأجواء، فما العلاج؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ خلاد علام حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على حرصك على الخير، ونؤكد لك أن بيئة الخير موجودة في كل مكان، فابحث عن أهل الخير تجدهم، وتمسك بالخير، واقصد المساجد وحلق الذكر والعلم، هناك ستجد ضآلتك من الأخيار، فإن هذه هي مظان وجودهم وأماكنهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياك على الخير، ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده، لكن السعيد من وجد رفقة صالحة تذكره بالله إذا نسي، وتعينه على طاعة الله إن ذكر، فإن لم يجد هذه الرفقة فيلتخذ كتاب الله جليسا، فإنه صاحب لا يغش وجليس لا يمل، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصا، زيادة هدىً ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.



ثم عليك أن تعرف الحق، وسيأتيك أهله، فإن الإنسان إذا سلك طريق الخير جاءه أهل الخير، وكما قال الحسن البصري لرجل: أنت كالسوق تُحمل إليه البضائع الرائجة، فإن راج عندك الصدق حملوه إليك، والتفَّ حولك أهل الصدق، وإن راج عندك البر والإحسان التفَّ حولك أهل البر والإحسان، وإن ربح وراح عندك وفي مجلسك الغيبة والنميمة والكذب جاءك كل كذاب وأفاك ومنافق ونمام، فالمرء حيث يضع نفسه.



إذًا المطلوب هو أن تجتهد في أن تُرشد إخوانك من المقصرين، وأن تجعل لنفسك بيئة صالحة، تبحث عنهم، وتجلس معهم، وتشاركهم في النصح والتوجيه، فالمؤمن يحتاج إلى نصح إخوانه، وكلنا يحتاج أن يُنصح كما قال الشافعي رحمه الله: "ليس أحد أكبر من أن يُنصح، وليس أحد أقل من أن يَنصح" فابحث عن أهل الصدق والنصح، وستجدهم في كل زمان ومكان، مهارة الإنسان في إيجاد الأصدقاء الأخيار، لا تخفى على أمثالك ممن عاش مع الطيبين.



ونحب أن نؤكد لك أن معظم الناس فيهم بذرة الخير، لكنهم يحتاجون إلى من يُجلي هذه البذرة، إلى من يهتم بهم، فنسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك ولهم التوفيق والسداد، ونكرر شكرنا لك.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2197588

إقرأ أيضا :