أعراض القلق النفسوجسدية عطلت علي حياتي تماما ولا أحس بطعم الحياة أبداً

أعراض القلق النفسوجسدية عطلت علي حياتي تماما ولا أحس بطعم الحياة أبداً

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بارك الله في القائمين على هذا الموقع على تقديم الاستشارات المجانية لكافة الناس في مجالات متعددة، وبأقصى ما تستطيعونه، فجزاكم الله عنا كل خير، كما أرجو أن يتسع لي صدركم الرحب كما عهدناكم، فقصتي مع المعاناة طويلة وتحتاج إلى تفصيل.



تتمثل حالتي كعرض رئيس بضيق نفس طوال اليوم، بالإضافة إلى أعراض أخرى تطورت مع الوقت تشتد لفترات وتخف لفترات، وأحياناً تزول في فترات أخرى، مثل:



1. تسارع في دقات القلب.

2. ألم وخدر في الذراع الأيمن أو الأيسر.

3. آلام وتشنجات مبرحة شبه دائمة في الرقبة والأكتاف وخاصة الظهر.

4. تجمع غازات في الأمعاء لدرجة الإحساس بالألم.

5. كثرة التجشؤ بعد الأكل.

6. حموضة في المعدة.

7. الإحساس بكتلة عالقة في الحلق تسبب صعوبة البلع.

8. ضعف الذاكرة.

9. قلة التركيز وتشتته.

10. تعب عام وإرهاق.

11. الإحساس بحرارة مفاجئة أو برودة مفاجئة.

12. سرعة القذف أثناء الجماع.

13. أرق ومشاكل في النوم لكنها نادرة جداً.



بدأت هذه الحالة (ضيق التنفس) معي منذ سبع سنوات تقريبا، ذهبت إلى أكثر من طبيب صدرية وأنف وأذن وحنجرة وتبين أن الرئتين خاليتان من الحساسية أو الربو، وقالوا لي: إنك تعاني من بعض التوتر والقلق فقط, أدخلت الطوارئ مرتين وأعطيت تبخيرات لفتح مجرى التنفس ولا جدوى في ذلك، فيخف الضيق بعد فترة وجيزة من دخولي المستشفى وأخرج, أجريت تخطيط قلب وتبين أن القلب سليم، وقمت بفحص نسبة الأكسجين في الدم وكانت 98%, ذهبت بعد ذلك إلى طبيب نفسي وقال لي: أنت في مرحلة من مراحل مرض يسمى الإغماء النفسي وأعطاني دواء (cipralex) وبعض المهدئات مثل (Xanax) و (Prazin) ولم أجد التحسن المطلوب.



هذه الحالة -ضيق التنفس وكثرة التثاؤب في محاولة لالتقاط الأنفاس- كانت تأتيني على فترات متقطعة من حياتي، لكن على شكل نوبات ثم تذهب لوحدها في أيام طفولتي وأنا في المدرسة، وعندما كان أبي يأخذني إلى الأطباء كانوا يقولون ابنك (بيدلع) ولا يعاني من أي شيء.



ذهبت بعد ذلك إلى طبيب عام وقال لي حالة توتر أيضا، مع أن وضعي والحمد لله جيد، ولا يوجد أي شيء يسبب لي التوتر والقلق الشديد إلا هذه الأعراض عندما تشتد، وأعطاني مهدئ (ليكزاتونيل) وقال لي حاول ألا تلتفت إلى هذه الحالة (ضيق النفس) وحاول أن تنساها.



الحالة تأتي كل 4 - 5 دقائق وتذهب إما بأخذ نفس عميق، وإذا لم أستفد من النفس العميق أضطر إلى التثاؤب حتى أتخلص من هذه الحالة، وأحيانا يكون الأمر أسهل بأخذ تنهد بسيط وتذهب الحالة لفترة قصيرة, كان عمري عندما أصابتني هذه الحالة 22 سنة والآن عمري 29 سنة, سبع سنوات ومعاناتي معها لم تنته، والحمد لله على كل حال, تخف في فترات وتشتد في فترات أخرى, أنا الآن مهندس كهرباء ومتزوج بفضل الله, بسبب هذه الحالة أسقطت فصلي الأخير لعدم قدرتي على الذهاب إلى الجامعة، وعندما خفت حدتها عدت وأكملت فصلي الأخير وتخرجت, وهذه الحالة تسبب لي إزعاجا كبيرا وعطلت لي أمورا كنت أحب أن أنجزها في حياتي, أود أن أذكر أني لا أحس بها أثناء النوم ولا أستيقظ عليها.



في الثلاث سنوات الأخيرة أصابتني تشنجات وآلام دائمة ومبرحة في الرقبة ومن ثم في الظهر, حتى أن الجميع لاحظوا تحريك رقبتي باستمرار وأكتافي لأخفف موضع التشنجات والآلام, كما أنني بعد الزواج اكتشفت أن لدي سرعة في القذف عند الجماع دون تلذذ الطرف الآخر وإيصاله إلى النشوة الجنسية.



كعلاج ذاتي للقلق مارست تمارين التنفس والاسترخاء والرياضة –دون انتظام بعض الشيء- والحمية الغذائية بالابتعاد عن النشويات والسكريات، لكن الحالة ما زالت تشتد وتخف حدتها دونما علمي عن السبب, بالمختصر حياتي غير طبيعية مطلقا ولا أجد المتعة في أي شيء أنجزه، وأحس أن هذه الأعراض تقيدني وتسجنني بداخلها ولا أستطيع التحرر منها البتة.



أرجو إفادتي وبالتفصيل عن أسباب هذه الأعراض وكيف تحدث وتتفاوت حدتها من وقت لآخر (ممكن أن تمتد أسابيع أو شهور ثم تعود وتهدأ قليلاً) وأيضاً إفادتي بجميع سبل العلاج المتكامل بالتفصيل للتخلص من هذه الأعراض نهائياً دون عودة.



والسلام عليكم.





الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فتصلنا رسائل كثيرة مشابهة لرسالتك، ومثل حالتك أصبحت ظاهرة لدى البعض، وهي في مجملها أعراض نفسية متداخلة مع أعراض جسدية، ويعرف أن العلاقة بين النفس والجسد هي علاقة وطيدة، والبعض يُحب أن يسمي هذه الحالات بـ (الحالات النفسوجسدية) يعني أن القلق أو التوتر أو المخاوف تكون سببت الأعراض الجسدية، وفي بعض الأحيان توجد أعراض جسدية بسيطة كالانقباضات العضلية (مثلاً) أو الحموضة في المعدة، ونسبة لحساسية الإنسان واستعداده الكبير للقلق، هذه الأعراض نفسها تؤدي إلى توتر وقلق، وهذا التوتر والقلق يؤدي إلى المزيد من الأعراض الجسدية، وهكذا يدخل الإنسان في هذه الحلقة المفرغة.



الأسباب لهذه الحالات لا أحد يستطيع أن يُحددها على وجه الدقة، لكن قطعًا هنالك نموذج علمي، وهي أن هذه الحالات ناتجة من عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية، والعوامل البيولوجية قد تتعلق بالوراثة، قد تتعلق بنمط الشخصية، هنالك شخصيات لديها قابلية للقلق والتوتر، والتخوف من الأمراض للدرجة التي قد يحدث للبعض منهم ما يسمى بـ (المراء المرضي) أو نوع من (التوهم المرضي) وقطعًا العوامل الاجتماعية والنفسية تتمثل في التنشئة والبيئة والأنشطة الاجتماعية، ونحن الآن قطعًا نعيش في زمن كثرت فيه الأمراض، وكثر فيه موت الفجأة؛ لذا أصبح الناس على مستوى العقل الواعي أو العقل الباطني تدب إلى نفوسهم المخاوف المرضية، وكثير من الذين يأتونا بآلام في الصدر وسرعة في ضربات القلب والشعور بالخدر في الذراع والوخز في الصدر يأتونا (حقيقة) عن طريق زملائنا في عيادات القلب، هذا من ناحية السببية.



أما من ناحية العلاج: فالعلاج ليس صعبًا، بشرط الالتزام به، ولكن عليك بالتالي:



أولاً: يجب أن تبني قناعات تامة أن حالتك هذه حالة بسيطة، وهي حالة نفسوجسدية.



ثانيًا: يجب أن تثبت طبيبا تراجعه بصفة دورية، هذا الطبيب يمكن أن يكون طبيب الباطنية (مثلاً) كل ثلاثة أو أربعة أشهر قم بمقابلته وإجراء الفحوصات العامة، هذا يطمئنك كثيرًا ويمنعك من التنقل بين الأطباء.



ثالثًا: حاول أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتمثل في النوم السليم المبكر، ممارسة الرياضة، أن يكون الإنسان فعّالا ونافعًا لنفسه ولغيره، أن يدير وقته بصورة صحيحة، أن يحرص على أمور عبادته، وأن يحاول أن يطور ذاته، وأن يكون هنالك توازن غذائي، هذه الأمور قطعًا تعطي الإنسان شعورًا إيجابيًا حول صحته النفسية أو الجسدية.



الجزء الآخر في العلاج هو الحرص على تمارين الاسترخاء، هي ذات قيمة علاجية كبيرة، وإسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها لتأخذ ما فيها من توجيهات أو يمكنك إذا ذهبت إلى طبيب أو أخصائي نفسي سوف يقوم بإجراء اللازم.



الموضوع الجنسي: لا تشغل نفسك به كثيرًا، فهو جزء من عملية القلق والتوتر والكدر البسيط وخوف الفشل الذي يعتريك.



الجزء الأخير في العلاج – وهو مهم جدًّا – هو العلاج الدوائي: أنت محتاج بالفعل لأحد المضادات للقلق والمخاوف والمحسن للمزاج، وأعتقد أن عقار (زولفت) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) هو من أفضل الأدوية التي توصف في هذا المجال، وربما تحتاج أيضًا لمدعمات بسيطة مضادة للقلق مثل عقار (ديناكسيت) أو عقار (دوجماتيل).



هذه الأدوية كلها ذات فعالية ممتازة وجيدة، بشرط أن تتناولها للمدة المطلوبة، وأن تلتزم بالجرعة، وإن شاء الله تعالى حين تراجع الطبيب ربما يصف لك هذه الأدوية أو أي أدوية أخرى تعمل على تحسين المزاج وإزالة الأعراض الجسدية وإزالة المخاوف على وجه الخصوص.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2190195

إقرأ أيضا :